افتتاح دورة 2023/2024 لسلسلة محاضرات “منابر مراكش” لجامعة القاضي عياض
في إطار دورة 2023/2024 لسلسلة محاضرات "منابر مراكش"، استضافت جامعة القاضي عياض، يوم الاثنين 11 ديسمبر 2023 بكلية العلوم السملالية بمراكش، السيد شيخ موديبو ديارا، عالم الفيزياء الفلكية، رئيس وزراء مالي السابق ورئيس سابق مايكروسوفت أفريقيا، لإلقاء محاضرة تحت شعار: “استراتيجية ناسا في البحث عن النجوم والفرص السماوية للشباب الأفريقي”.
في كلمته بالمناسبة، أشار السيد بلعيد بوكادير، رئيس جامعة القاضي عياض، إلى أن سلسلة محاضرات "منابر مراكش" أضحت ملتقى دولي ذات بعد عالمي، حيث ترحب جامعة القاضي عياض بشخصيات بارزة من عالم السياسة والعلم والثقافة من جميع مناحي الحياة. وذلك من أجل إعادة تأهيل الجامعة لدورها الاجتماعي والمجتمعي وكذا تعزيز التأثير الثقافي والفكري لجامعة القاضي عياض في محيطها، وبالتالي جعل مدينة مراكش مكانًا متميزًا للتأمل ومناقشة الأفكار والحوار بين الثقافات وتعزيز التنوع في العالم المعاصر. كما أشار إلى أن جامعة القاضي عياض تولي اهتماما خاصا لاستكشاف أسرار الفيزياء الفلكية وعلم الفلك، من خلال إنشاء برامج تدريبية في فيزياء الطاقة العالية وعلم الفلك والفيزياء الحاسوبية، مذكرا بأن مرصد أوكايمدن الفلكي التابع لجامعة القاضي عياض أصبح أرض خصبة حقيقية للاكتشافات العلمية ذات الأهمية الكبرى، والتي تضيف لمسة إلى فهم الكون.
وذكّر السيد رئيس الجامعة، بأن المحاضرة الأولى لسلسلة محاضرات “منابر مراكش”، دورة 2023-2024، هي ثمرة تعاون واعد بين جامعة القاضي عياض وتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء .(GIMAS) كما أضاف السيد بوكادير إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار تعزيز التعاون جنوب - جنوب، وذلك من خلال تبادل الخبرات مع الدول الأفريقية الشقيقة في المجال العلمي، وتشجيع تنقل الطلاب والأساتذة الجامعيين.
هذا، فالمحاضر السيد شيخ موديبو ديارا، سلط الضوء خلال هذه اللقاء على الاستراتيجية التي اعتمدتها الوكالة الفضائية الأمريكية ناسا في إطار استكشاف إمكانيات الحياة على الكواكب، وهي حياة ترتكز على عنصر الكربون ووجود الماء السائل، خاصة داخل النظام الشمسي.
كما تطرق السيد شيخ موديبو ديارا، الذي سبق أن شغل منصب رئيس إحدى فرق “ناسا” العاملة على سبر كوكب المريخ، إلى المراحل التي قطعها العلماء في انجاح عمليات استكشاف الفضاء بدقة متناهية، والتي مكنت من تحقيق نتائج علمية مهمة ، وساهمت في تطوير التكنولوجيات المستعملة، وفتح آفاق جديدة في دراسات إمكانية جلب قطع صخرية من المريخ، وسبل إرسال علماء إلى هذا الكوكب الذي ترجح الدراسات المنجزة احتواء تربته على مكونات للحياة، مشيراً إلى أن هذه المهام مكنت من الحصول على مجموعة من النتائج، تمخض عنها اختراع مجموعة واسعة من الأجهزة والبرامج والعمليات التي أنتجت عددًا لا يُحصى من التطبيقات، أدت لفتح آفاقا جديدة، خاصة توفير قدر كبير من المعرفة للتعلم وزيادة الوعي حول الفهم الأساسي لكوكبنا خاصة والكون عامة. وأوضح أنه على الرغم من تكلفته المالية الهائلة، إلا أن هذا البحث كان مربحا للغاية لناسا، وكان له تأثير إيجابي كبير على ميزانيتها وعلى الاقتصاد الأمريكي.
كما أنه، بناء على الخبرة التي اكتسبها السيد شيخ موديبو ديارا من خلال قيامه بأدوار مختلفة في برامج داخل ناسا، فإنه يطمح من خلال إحدى المؤسسات التي أنشأتها، إلى نقل تجربته إلى مجموعة من الشباب الإفريقي بمن فيهم مغاربة، من أجل تحفيزهم، وإتاحة الفرصة لهم للاستفادة من منح التميز لمتابعة دراستهم الجامعية بمؤسسات مرموقة.، من خلال مجموعة من البرامج الهادفة التي تهتم بشكل أكبر بالعلوم الفيزيائية ذات البعد الفضائي.
وقد تميزت هذه المحاضرة الأولى بحضور رئيس جامعة أمادو مهتار مبو (السنغال)، المستشار الأول بسفارة السنغال بالمغرب، المديرة الجهوية لتجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، عمداء الكليات التابعة لجامعة القاضي عياض، أعضاء الهيئات المنتخبة وممثلي المصالح الخارجية والمجتمع المدني بالإقليم وعدد من الأساتذة - الباحثين ووسائل الاعلام المحلية والوطنية وكذلك الطلاب من مختلف الدول الافريقية والأشخاص المهتمين بالفيزياء الفلكية.