مهمة متحف النباتات "مارك" :
يروم متحفنا للنبات الحفاظ على التنوع النباتي، دراسته والتعريف به. نعمل على جمع وحفظ عينات من النباتات لدعم البحث العلمي، زيادة الوعي بالتنوع البيولوجي والمساهمة في حماية البيئة.
رؤية متحف النباتات
لا يقتصر دور متحف النباتات "مارك" على الحفاظ على النباتات فحسب، بل يمثل منصة تعليمية تعزز الوعي البيئي والمشاركة المجتمعية. من خلال توثيق الأنواع النباتية، يعمل المتحف على تسليط الضوء على أهمية الحفاظ عليها وحمايتها. كما يساهم في نشر المعرفة العلمية والثقافية حول النباتات واستخداماتها المتنوعة. إلى جانب ذلك، يشجع المتحف على المشاركة الفعالة من خلال الأنشطة التعاونية التي تجمع بين المجتمع الأكاديمي وعموم الناس. إنه فضاء غني يسعى إلى تثمين وتوسيع نطاق المعرفة بالمجال النباتي، فضلا عن الحفاظ على التراث البيئي والتاريخي والثقافي.
نبذة تاريخية
تزامن تأسيس متحف "مارك" النباتي مع افتتاح كلية العلوم السملالية سنة 1978، حيث تم إنشاؤه بمساهمة علماء أجانب متعاونين في مجال البيولوجيا النباتية، مع إشراك أوائل الباحثين المغاربة الذين التحقوا بقسم البيولوجيا، في عام 2010، تم إدراجه في قائمة المتاحف النباتية العالمية التي يشرف عليها ويصونها المتحف النباتي التابع للحديقة النباتية في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. وهو واحد من بين خمسة متاحف نباتية مفهرسة في المغرب.
يعد متحف "مارك" واحدا من أولى هياكل البحث النشطة في قسم البيولوجيا، تحت إشراف السيدة جاكلين دارلي، وبالتعاون مع كل من فيليب موبرت، كاميل بيير، إيفون كابانيس، جاك برنارد، تييري غوكيلين، دومينيك تيتوليت وغيرهم. وقد واصل أساتذة مختبر الإيكولوجيا النباتية مثل محمد الإفريقي، نادية بواب، بن يونس الحلوي، أحمد أوحمو، خديجة زهري وغيرهم، العمل على إثراء وصيانة وإدارة مجموعة هذا المتحف النباتي الجامعي.
خدمات المتحف النباتي "مارك"
يلعب المتحف النباتي "مارك" دورا أساسيا في تعزيز قيم التنمية المستدامة، بوصفه أداة علمية وبيداغوجية تهدف إلى حفظ التنوع البيولوجي. ويتجلى ذلك في عدة جوانب، من أبرزها
- حفظ النباتات والتنوع البيولوجي:
يحفظ المتحف عينات من النباتات، بما في ذلك الأنواع النادرة، المستوطنة والمهددة بالانقراض، فضلا عن الوثائق المرتبطة بها. يعد المتحف أرشيفا ماديا ثمينا يستخدم كمرجع للمجتمع العلمي ولعموم الناس.
- مراقبة النظم البيئية واستعادة الأنواع:
يعد المتحف مارك سجلا نباتيا غنيا، حيث يوثق تطور النظم البيئية ويمثل قاعدة بيانات حية لإعادة إدخال واستعادة الأنواع في البيئات المتدهورة.
- مصدر للمعرفة العلمية:
يوفر معلومات قيمة عن خصائص مختلف النباتات، توزيعها، بيئتها، ودورها في النظم البيئية. كما يساعد على تحليل تأثير التغير المناخي والأنشطة البشرية على النباتات. وتعد العينات المجمعة مرجعا للبحوث العلمية المتخصصة.
- تنظيم ورش عمل لتوسيع نطاق المعرفة بالمجال النباتي:
ينظم المتحف النباتي الجهوي "مارك" بالتعاون مع شركائه MBLA و GDF، بانتظام ورش عمل للتعريف بالنباتات، لفائدة الطلاب والخبراء في الميدان. تهدف هذه الورش إلى تعزيز مهارات المشاركين في مجال علم النبات واكتساب تقنيات ومعارف حول أنواعها، خصائصها واستخداماتها.
فمن خلال هذه الدورات التكوينية العملية، يتاح للطلاب الفرصة للتفاعل المباشر مع خبراء في علم النبات، وتوسيع معرفتهم بالنباتات المحلية، من حيث التركيب، والخصائص، والتصنيف.
وإلى جانب اكتساب المهارات النظرية والعملية، تعزز هذه الورش العمل التعاوني وتبادل المعرفة بين الطلاب والباحثين والممارسين. كما تساعد على زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على النباتات وحفظ النظم البيئية، من خلال إبراز الدور الهام للمتاحف النباتية في البحث العلمي والإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي.
- تثمين المعارف التقليدية:
من خلال توثيق استخدامات النباتات في المجتمعات المحلية، بما في ذلك تطبيقاتها الطبية، يساهم المتحف "مارك" في حفظ المعرفة التقليدية، وتعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، إضافةً إلى دعم تطوير المنتجات المحلية.
- أداة بيداغوجية وتحسيسية:
يعمل المتحف كأداة للتعليم والتنوير، حيث يسهر على زيادة وعي المتمدرسين، الطلبة وعموم الناس بأهمية النباتات والتنوع البيولوجي.
- المشاركة في المبادرات الدولية:
ويندرج المتحف النباتي "مارك" في إطار المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، خاصة الهدف 15 (الحياة في البر) والهدف 13 (العمل المناخي).
يتخطى دور متحف النباتات "مارك" كونه مجرد مجموعة من النباتات المجففة، ليمثل أداة حيوية تروم حماية التنوع البيولوجي، وإدارة الموارد النباتية بشكل مستدام، إلى جانب دوره في نقل المعرفة للأجيال القادمة.


